أحسب أن انتشار «الفتاوى» من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومنابر المساجد وعبر الهاتف ظاهرة ملفتة تدل على «استسهال» الكثير من طلاب العلم وأئمة وخطباء المساجد للفتيا، والمتابع لهذه الظاهرة سيلحظ مدى جرأة بعض هؤلاء «المفتين» على التحريم والتحليل والتفسيق والتكفير يطلقونها دون أن يرف لهم جفن!
والعوام عادة يثقون في من يتوسّمون فيه الصلاح والتقوى مهما قلّت بضاعته، وتدنى علمه وثقافته.. فنراهم يستقبلون تلك الفتاوى كما لو كانت أموراً مُسلماً بها؛ لا جدال فيها ولا خلاف وهنا تكمن الخطورة! ومعلوم أن الفُتيا علم صعب قائم بذاته، وبحر لجّي لا يخوض غماره إلا الراسخون في العلم الديني والدنيوي.. وهو مع ذلك علم له أدواته من دراسة وتحليل واستنباط وقياس وتتبع الدليل الذي لا لبس فيه ولا إغواء.. ويصدره علماء متصفون بالنزاهة ورجاحة العقل وسلامة الطوية متسلحين بآراء المختصين من المسلمين الثقات.
هذه هي الفتيا كما نعرفها؛ أما ما يُطلقه «مفتو الفضائيات» وفتاوى على الهواء، وكذلك أئمة وخطباء المساجد في القرى والمدن الصغيرة وهم في غالبيتهم من المشتغلين بالتدريس فعليهم أن يتقوا الله من هذه الجرأة في إصدار الفتاوى وليعلموا «أن أجرأهم على الفتيا.. أجرأهم على النار». واللافت أن هذه الظاهرة لا تقتصر في «فوضاها» على بعض طلاب العلم و«المتفيقهين» بل تعداهم إلى بعض العلماء في العالم الإسلامي بحيث أصبح المسلم في حيرة من أمره. ففي المسألة الواحدة يظهر التباين جلياً بينهم، بين تحريم وتحليل وجواز.. وإذا كان الأمر يُعدّ مقبولاً في بعض المسائل.. إلا أنه غير مقبول البتة في مسائل أخرى.
خذوا مثلاً: الزواج بنية الطلاق، وحجاب المرأة المسلمة في الغرب، والموقف من المذاهب والفرق الإسلامية، والاحتفال بالمولد النبوي. هذه أمثلة. وحين تولي وجهك صوب علماء المسلمين في شتى البلدان.. بحثاً عن القول الفصل تكتشف حجم التنافر والاختلاف.. وتتساءل: أيّ الأقوال نتبع؟ أنا لا أدعو إلى الحجر على العلماء الثقات في أن يفتوا بما يرونه بالذات ونحن نعلم أن مرجعيتهم وهو القرآن الكريم «حمال أوجه» كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه، كما أن لكل عالم قدرات وملكات فكرية تختلف عن الآخر.. لذا أتصور أنه حان الوقت لإنشاء هيئة عليا تتكون من كبار علماء المسلمين ومن مختلف البلدان الإسلامية مقرها في مكة المكرمة تكون مهمتها إصدار الفتاوى التي تهم عموم المسلمين.. آخذة في الاعتبار ظروف كل مجتمع وتكون هذه الهيئة مرجعية خاصة بالفتيا.. وبذلك نقطع الطريق على بعض الذين يطوحون بالفتاوى العجيبة كذاك الذي أفتى بجواز زواج المسلمة من الكتابي، أو من يدعي أن «التدخين» لا يفطر الصائم.. وغير ذلك من الفتاوى العجيبة حقاً! إن العالم الإسلامي وهو يواجه تحديات كثيرة في حاجة إلى إيجاد مؤسسات فاعلة تساهم في إبراز الوجه الحقيقي للإسلام ببعده الحضاري والوسطي والتنويري.. بدلاً من تركه تحت رحمة مفاهيم خاطئة يغذيها المتطرفون و«الموتورون» والباحثون عن مجد شخصي لاغير.. فهل نحن فاعلون ذلك؟!
تلفاكس 076221413
والعوام عادة يثقون في من يتوسّمون فيه الصلاح والتقوى مهما قلّت بضاعته، وتدنى علمه وثقافته.. فنراهم يستقبلون تلك الفتاوى كما لو كانت أموراً مُسلماً بها؛ لا جدال فيها ولا خلاف وهنا تكمن الخطورة! ومعلوم أن الفُتيا علم صعب قائم بذاته، وبحر لجّي لا يخوض غماره إلا الراسخون في العلم الديني والدنيوي.. وهو مع ذلك علم له أدواته من دراسة وتحليل واستنباط وقياس وتتبع الدليل الذي لا لبس فيه ولا إغواء.. ويصدره علماء متصفون بالنزاهة ورجاحة العقل وسلامة الطوية متسلحين بآراء المختصين من المسلمين الثقات.
هذه هي الفتيا كما نعرفها؛ أما ما يُطلقه «مفتو الفضائيات» وفتاوى على الهواء، وكذلك أئمة وخطباء المساجد في القرى والمدن الصغيرة وهم في غالبيتهم من المشتغلين بالتدريس فعليهم أن يتقوا الله من هذه الجرأة في إصدار الفتاوى وليعلموا «أن أجرأهم على الفتيا.. أجرأهم على النار». واللافت أن هذه الظاهرة لا تقتصر في «فوضاها» على بعض طلاب العلم و«المتفيقهين» بل تعداهم إلى بعض العلماء في العالم الإسلامي بحيث أصبح المسلم في حيرة من أمره. ففي المسألة الواحدة يظهر التباين جلياً بينهم، بين تحريم وتحليل وجواز.. وإذا كان الأمر يُعدّ مقبولاً في بعض المسائل.. إلا أنه غير مقبول البتة في مسائل أخرى.
خذوا مثلاً: الزواج بنية الطلاق، وحجاب المرأة المسلمة في الغرب، والموقف من المذاهب والفرق الإسلامية، والاحتفال بالمولد النبوي. هذه أمثلة. وحين تولي وجهك صوب علماء المسلمين في شتى البلدان.. بحثاً عن القول الفصل تكتشف حجم التنافر والاختلاف.. وتتساءل: أيّ الأقوال نتبع؟ أنا لا أدعو إلى الحجر على العلماء الثقات في أن يفتوا بما يرونه بالذات ونحن نعلم أن مرجعيتهم وهو القرآن الكريم «حمال أوجه» كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه، كما أن لكل عالم قدرات وملكات فكرية تختلف عن الآخر.. لذا أتصور أنه حان الوقت لإنشاء هيئة عليا تتكون من كبار علماء المسلمين ومن مختلف البلدان الإسلامية مقرها في مكة المكرمة تكون مهمتها إصدار الفتاوى التي تهم عموم المسلمين.. آخذة في الاعتبار ظروف كل مجتمع وتكون هذه الهيئة مرجعية خاصة بالفتيا.. وبذلك نقطع الطريق على بعض الذين يطوحون بالفتاوى العجيبة كذاك الذي أفتى بجواز زواج المسلمة من الكتابي، أو من يدعي أن «التدخين» لا يفطر الصائم.. وغير ذلك من الفتاوى العجيبة حقاً! إن العالم الإسلامي وهو يواجه تحديات كثيرة في حاجة إلى إيجاد مؤسسات فاعلة تساهم في إبراز الوجه الحقيقي للإسلام ببعده الحضاري والوسطي والتنويري.. بدلاً من تركه تحت رحمة مفاهيم خاطئة يغذيها المتطرفون و«الموتورون» والباحثون عن مجد شخصي لاغير.. فهل نحن فاعلون ذلك؟!
تلفاكس 076221413